اصالة الماضي .. برؤية الحاضر
مسيرة أكثر من 30 عامً من توثيق التراث والمحافظة عليه وابراز جمال الماضي واصالته، ودمجه برؤية الحاضر انطلاقاً نحو المستقبل المشرق، جسدناه في مشروع ” القرية الشعبية في المنطقة الشرقية ” منذ ان انطلقت في عام 1419هـ/1998م في مدينة الدمام.
منذ ذألك التاريخ ونحن نعمل في “القرية الشعبية” ان نكون الخيار الأول للباحثين عن اصالة الماضي في الشكل والطعم وحرصنا ان نبقى علامة فارقة في الحفاظ على التحف الاثرية والقطع النادرة، وان توجد تجربة لا تنسى لقاصدي الارتحال الى الماضي.
لقد بدأت هذه التجربة من ايمان عميق بأن المملكة باتساعها الجغرافي وتنوعها الثقافي تستحق ليس حفظ هذا التراث وحسب، بل ان يعرف العالم وزوار المملكة به، لذا حرصنا على انتقاء انقى واندر التحف والقطع الاثرية، وان تجيد القرية في تصميمها الداخلي ومرافقها المتنوعة، نموذجاً مصغراً لما تحتويه مناطق ومدن المملكة من ثراء تراثي وثقافي، سواءً في تراثها الملموس او في التشكيلة الواسعة التي تضمها موائد هذه المدن. وقد تطلب هذا الامر بحثاً مضنياً وتنقلاً متواصلاً، واطلاعاً على مختلف التجارب المحلية والإقليمية لحفظ وتوثيق التراث، من اجل ان يشعر الزائر ان الماضي يعيش فيه رغم تباعد الأزمنة.
نجحنا ولله الحمد خلال العقدين الماضيين في ان تكون القرية وجهة لعدد من زوار المملكة الراغبين في التعرف على ثقافتها، ولا زلنا نواصل العمل ونستلهم من نجاحات الامس تطلعات الغد، والتي ستكون بمشيئة الله نموذجاً خالداً للأجيال، اليوم وغداً وفي قادم الأيام.